صنفت بلدية حاسي الفحل الواقعة جنوب ولاية غرداية، ضمن قائمة أحسن البلديات النموذجية في مجال التنمية الريفية والصحراوية، وجاء قرار التصنيف من الوكالة الوطنية للتنمية الاجتماعية المشتركة مع لجنة الاتحاد الأوروبي التي تشرف حاليا على تجسيد برامج تنموية واجتماعية بالعديد من بلديات شمال الوطن.
البلدية المذكورة تتوفر على جميع المميزات في المجالين الفلاحي والرعوي، وحتى في ميدان تربية الأسماك، وتستحوذ على موقع استراتيجي على جوانب الطريق الوطني رقم 01 أهّلها أن تكون نقطة جذب واستقطاب العديد من المستثمرين القادمين من ولايات الشمال، بغرض النشاط في المجال الفلاحي، حيث تتوفر المنطقة ذاتها على أراض فلاحية شاسعة قدرت بـ34 ألف هتكار منها 7 آلاف هكتار مساحات مستغلة في إطار سياسة الاستصلاح الفلاحي التي سمحت للمستشرين بتسخير محيطات خاصة في إنتاج الحبوب.
ولعبت سياسة التجديد الريفي الهادفة إلى ترقية وتحسين الظروف المعيشية للمواطن بمناطق الجنوب دورا هاما في تغيير الوجه العام لذات البلدية منذ انطلاقها سنة 2004.
ومعلوم أن الإستراتيجية التنموية الريفية من خلال تشجيع سكان المنطقة البالغ عددهم 04 آلاف و20 نسمة خلق مشاريع خاصة في المجالين الفلاحي والرعوي، ما مكنها على مدار خمس سنوات الماضية، من استصلاح أراض منتجة لأجود أنواع التمور كدڤلة نور والغرس والعولة بمساحة مزروعة ضمت 85 ألف و223 نخلة مثمرة، إضافة إلى نجاح تجربة زراعة أشجار الزيتون التي قطعت أشواطا هامة، حيث تتواجد 34 مستثمرة نشطة حاليا على مساحات هامة في هذه الجهة بمناطق الجنوب.
هذا وتساهم ذات الجهة في تموين السوق المحلية بكل أنواع الخضروات الموسمية بفضل التوجه الصحيح للفلاح الذي أصبح اليوم يضاعف اهتماماته ميدانيا ويسعى إلى توسيع مجالات نشاطه في تربية الحيوانات كالأبقار، الدواجن المنتجة للبيض، النحل، غرس الأشجار وغيرها.
واختيرت بلدية حاسي الفحل من بين البلديات المرشحة للاستفادة من مشاريع تدعيم التنمية الاجتماعية والاقتصادية، في إطار برنامج الاتحاد الأوروبي والوكالة الوطنية للتنمية الاجتماعية التي يجري تجسيدها حاليا بالعديد من بلديات شمال الوطن، على أن تستفيد من مشاريع تهدف أساسا إلى تحقيق تنمية ريفية مستدامة في إطار سياسة تهيئة الإقليم.
تنفرد المنطقة المذكورة بتجربة مشاتل تربية الأسماك خاضها أحد المستثمرين الخواص من أبناء المنطقة، حيث استطاع دخول ميدان إنتاج وتسويق الأسماك إلى ولايات الشمال وهو يتطلع إلى تموين جامعات الجنوب والمطاعم المدرسية بهذا النوع من المصادر الغذائية الهامة، وهي قفزات نوعية تخطوها هذه البلدية حسب مديرية الفلاحة، بفضل البرنامج الذي تم إعداده ووجه في شكل مقترحات تتضمن بطاقات تقنية لـ84 مشروعا إلى السلطات المعنية بغية تنفيذه على مدى السنوات المقبلة لفك العزلة عن المنطقة والحفاظ على الطابع الريفي للبلدية والرفع من المستوى المعيشي للسكان.
وتحتاج بلدية حاسي الفحل التي تبعد حوالي 130 كلم إلى الجنوب من عاصمة الولاية إلى دعم مادي واهتمام خاص للنهوض بالتنمية على مستوى 32 مستثمرة ما أهلها، حسب برنامج أعده المجلس البلدي يمتد على مدى عدة سنوات بهدف القضاء على التخلف وتحقيق تنمية ريفية باستغلال الإمكانيات الفلاحية الهائلة والمتوفرة بالمنطقة.