انتقلت عدوى حرب العصابات أو كما يطلق على تسميتها بحرب الشوارع، من الكبار إلى الأطفال، هذا ما تم تسجيله في الآونة الأخيرة بالعديد من الأحياء السكنية بوهران، آخرها كان حي إيسطو المقابل لمستشفى أول نوفمبر.
تفاجأ السكان الآمنون في بيوتهم، نهاية الأسبوع المنصرم، بفوضى وصراخ، وعندما أطلوا من نوافذهم وجدوا أطفال الحي في مواجهة أطفال آخرين قدموا من حي الصباح، حيث كان عدد هؤلاء يفوق الـ30 طفلا محملين بالأسلحة البيضاء والعصي والقضبان الحديدية، في حين قابلهم نظراؤهم من الجهة الأخرى بالحجارة والقارورات الزجاجية، لتبدأ حرب الكر والفر، والملاحقات والرشق بالحجارة، وهو ما استدعى من أصحاب السيارات تحويل مسار مركباتهم إلى جهات آمنة خوفا من تحطمها وسط تلك المعركة الحامية.
ولم يفلح تدخل بعض المارة في تهدئة الأوضاع، إلا بعد انسحاب المجموعة المهاجمة التي اختفت وراء عمارات كوسيدار والعودة من حيث أتوا، وحين ظن الجميع أن الحرب وضعت أوزارها، عاد نفس السيناريو ليتكرر في اليوم الموالي غير أنه في هذه المرة استنجد سكان العمارات بمصالح الأمن التي تنقلت إلى عين المكان. وهو ما انتهى بفرار المعتدين وعودة السكون إلى المنطقة. وقد خلفت الحادثة حالة من الاستياء والقلق وسط سكان العمارات، الذين لم يصدقوا بعد أن الشجار الدامي كان من نسج أطفال لا تتعدى أعمارهم الـ11 سنة.
وحسب ما استقاه بعض الأولياء من شهادات أبنائهم، فإن سبب الشجار كان نتيجة خصام وقع بين طفل يقطن بالحي المذكور وآخر ساكن بحي الصباح الذي لا يبعد كثيرا عن ساحة المعركة، ليتطور الجدال إلى شجار وعراك بالأيدي إلى أن وصل الأمر إلى تدخل أصدقاء الطفلين. كما حذر المشتكون من مغبة استفحال هذه الظاهرة التي قد تهدد حياة أبنائهم بالموت. وقد سبق أن هلك أحد الشباب، إثر شجار وقع داخل دورة كروية ما بين الأحياء احتضنها حي 1063 سكن، تلقى الضحية طعنة قاتلة. وهي المعطيات التي وجب التوقف عندها وتكثيف الجهود لمنع استشراء ورم العنف الذي يأتي على الأخضر واليابس، يضيف المشتكون.