تعتبر مرحلة الرضاعة أهم مراحل الطفولة حيث ينبثق منها أساس نمو شخصية الطفل فيما بعد وذلك بما تقدمة من حنان وطمأنينة وتبادل العواطف بين الرضيع والأم مما يؤدي إلى نمو النواحي العاطفية والاجتماعية والاتزان النفسي كما تؤكد الدراسات النفسية ،
وهناك حاجة فطرية للالتصاق بالأم لتعين الطفل على النمو السليم
، وتشير الدراسات " أن التأثير الأفضل للرضاعة الطبيعية في مظاهر النمو العقلي المعرفي تأتي خلال العامين الأولين من حياة الطفل
ويدعم هذه الدراسات نظرية الأمن الانفعالي ، والتي تشير إلى أن محور الأمن النفسي يبدأ منذ مرحلة الرضاعة ويتكرس فيها وينعكس ذلك على الأطفال حينما يصلون سن البلوغ فيكونون أكثر تعاونا مع الرفاق والكبار ،
وتشير الدراسات أيضا إن الأطفال الذين رضعوا من الأم أكثر ذكاء وتطورا في شخصيتهم من الأطفال الذين لم يرضعوا منها .وبالتالي فإن الرضاعة ليست حاجة فسيولوجية فقط وإنما هي موقف ومنبع نفسي وذهني واجتماعي أساسي للتطور والاتزان في حياة الفرد والأم معا ، ويلاحظ ذلك من خلال استجابات الرضيع للرضاعة المتمثلة بتغيرات مفرحة في وجهه ، وبالهدوء
، وإذا تأخرت الأم في رضاعته تظهر عليه علامات الانفعال من بكاء واحتجاج ،
والقيام بحركات جسدية تعبيرية وهي لغة التفاعل العاطفي .
أن مرحلة الرضاعة أول وأهم الفرص للطفل للتفاعل النفسي والاجتماعي لاكتساب الأمن النفسي والحب وتبادل العواطف واكتساب اللغة والاستجابات الانفعالية والذهنية والسلوكية السوية خلال العامين الأولين من عمره
وهذا ما أكده البارئ عز وجل في سورة البقرة آية ( 233 ) في قوله تعالى { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة .... }} وكذلك ما ورد عن رسول الله محمد صلى عليه وسلم في إتمام الرضاعة لمدة عامين .