عبد الجليل.. نطق بالألمانية طفلا وأتقنها دون أن يدرسها
عبد الجليل.. نطق بالألمانية طفلا وأتقنها دون أن يدرسها
تحول التلميذ النجيب عبد الجليل بوهنتالة وهو في سن ال15 من العمر بمدينته الصغيرة عين التوتة التي تبعد بحوالي 35 كلم عن مدينة باتنة، إلى نجم حقيقي بإتقانه المذهل للغة الألمانية التي نطق بها وهو طفل وأتقنها دون أن يدرسها أو كانت لمحيطه علاقة بها. والمذهل والغريب في قصة عبد الجليل، حسب مقربيه وسكان عين التوتة، أنه بدأ يتفوه بكلمات وعبارات بهذه اللغة المعروفة بصعوبتها نوعا ما وعمره حوالي سنتين أو ثلاثة ويثور عندما لا يجد ردا أو تجاوبا من محيطه. وأوضح عبد الجليل في خجل، على هامش حفل التكريم الذي نظم على شرف عدد من المتميزين بباتنة: كنت أظن بأنها لغتي الأم، لاسيما وأنني كنت أجد سهولة كبيرة في نطقها ومتعة في التعبير بها دون أن أعرف أصلها . وأردف في هذا الصدد قائلا: لقد احتار والدايّ منذ البداية في اللغة التي أتحدث بها وكثيرا ما وجدا صعوبة في التعرف على ما أريد أنا وأختي التي تكبرني قليلا، لاسيما وأن ألعابنا وحديثنا وحتى خصامنا كانت دوما بهذه اللغة التي اكتشف الوالد بعد جهد بأنها الألمانية .
قناة أطفال ألمانية كانت وراء نبوغ عبد الجليل في هذه اللغة لم يخف عبد الجليل بأن إتقانه للألمانية وتعلقه بهذه اللغة، فيما بعد، كان بفضل قناة خاصة ببرامج للأطفال أدمن عليها بشكل مذهل منذ كان طفلا. وأفاد: كانا والديّ يعملان (الأم موظفة بالبلدية والأب مهندس طوبوغرافي) ولم تكن الظروف سانحة لإرسالنا أنا وأختي إلى روضة للأطفال أو عند مربية، فاهتديا إلى برامج قناة أجنبية للأطفال كانت تبث لساعات متواصلة من اليوم لتلهينا بحصصها ورسومها المتحركة المتنوعة، وسرعان ما لاحظا انجذابنا إليها ، وهكذا كانت البداية، يضيف عبد الجليل، و بالنسبة لي، تحولت تلك البرامج إلى عالمي الخاص الذي أصبحت أعيش فيه وأردّد ما أسمعه إلى أن أدركت بأنني أحمل اللغة الألمانية نطقا وساعدني والدي فيما بعد في البحث عن مراجع خاصة بهذه اللغة لأتقنها كتابة، لكنه كثيرا ما كان يردّد: لقد أصبحت غريبا في منزلي ، عند ما يعجز عن فهم ما أقول بالألمانية .
أسعى لأكون جراح قلب.. وإتقاني للألمانية سيكون وسيلتي
ويحلم عبد الجليل، الذي يعد أصغر إخوته الثلاثة، بأن يكون في المستقبل متخصصا في جراحة القلب وصرح في هذا الصدد: إنني أدرس بجد وأنا حاليا في السنة الأولى علوم تجريبية التي اخترتها عن قناعة، وقد تحصلت على معدل يفوق ال17 في الثلاثي الأول من هذه السنة وأطمح في تحسين مستوايّ، لأنني أريد النجاح في شهادة البكالوريا بامتياز وأحقق أمنيتي في الالتحاق بكلية الطب . أما عن اللغة الألمانية، فأكد المتحدث أنه يتقنها الآن وهو يبحث دوما عن مراجع لتحديث معارفه، لكنه يشير الى أنه وجد صعوبة في ملاقاة شخص يتحدث معه بهذه اللغة لكي يحافظ على النطق السليم بها وفكر مؤخرا في اللجوء لمنح دروس تدعيمية للراغبين في تعلم هذه اللغة سواء في الثانوي أو الجامعة. وذكر أيضا: لقد تحصلت في ديسمبر 2014 من فرع معهد غوتة للألمانية بالجزائر العاصمة على شهادة مستوى تسمح لي بتدريس هذه اللغة وكذا مواصلة الدراسة بألمانيا، إن رغبت في ذلك، دون المرور على اختبار اللغة . ويبدو التلميذ عبد الجليل بوهنتالة، الذي يتقن أيضا اللغة الانجليزية، للوهلة الأولى لكل من يراه بأنه متميز في حين يكتشف محدثه أنه يتجاوز سنوات عمره بكثير رغم ملامح وجهه البريئة.