استنكر مسؤولون إماراتيون تصريحات أدلى بها النائب السابق في البرلمان الكويتي مبارك الدويلة، اتهم فيها الإمارات "باستهداف الإسلام السني وبتلفيق التهم للإخوان المسلمين في الإمارات".
أدلى الدويلة بهذا التصريح أثناء لقاء تلفزيوني على شاشة قناة "المجلس" التي تصدر عن مجلس الأمة الكويتي (البرلمان)، علما أن النائب السابق عضو ناشط في جماعة "الإخوان المسلمين" في الكويت.
هذا وأفادت صحيفة "الوطن" الكويتية بأن الدويلة أساء إلى ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي، علما أن النائب الكويتي السابق تحدث عما أسماه بالمواقف الشخصية العدائية.
من جانبه دعا رئيس المجلس الوطني الاتحادي في دولة الإمارات محمد المر مجلس الأمة الكويتي إلى أن "يقطع الطريق على مثل هذه الأصوات التي تستهدف النيل من علاقات الأخوة والتضامن بين الإمارات والكويت"، وفقا لوصفه.
وأضاف المر أن "هذه الادعاءات التي أساء فيها (الدويلة) الى قيادتنا الوطنية ممثلة بالفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذا الرمز الوطني الشامخ الذي عمل ويعمل بكل إخلاص ودأب وتضحية لنهضة وعزة شعب الامارات ومشروعها الحضاري، ولتقوية أواصر وعرى التقارب والتعاون بين شعوب وقيادات مجلس التعاون الخليجي، وساهم بجهود نبيلة وخيرة ومتواصلة لتجنيب أمتنا العربية مصائب الإرهاب والفتن وعدم الاستقرار وللدفع بها في طريق التنمية والتقدم والازدهار".
واعتبر المر أن "مثل هذه الادعاءات الباطلة التي لا تستند الى أي أساس تهدف بوضوح الى زرع الفتنة بين شعوب ودول المجلس، وهي تأتي في وقت تشهد فيه دول مجلس التعاون الخليجي مزيدا من التعاون الوثيق لتحقيق مصالح شعوبها".
كما علق على تصريحات النائب الكويتي السابق وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش قائلا إن الاتهامات التي وجهها الدويلة إلى الامارات ورموزها "مرفوضة رفضا قاطعا مني كمواطن إماراتي قبل أن أكون وزيرا في الحكومة الاتحادية".
وأضاف قرقاش على حسابه في "تويتر" أن ما جاء على لسان الدويلة ينم عن الروح الطائفية التي تعكس "الحقد الأسود" للإخوان (المسلمين)، مشيرا إلى ما وصفه باعتقادهم "أن هذا الدين الرحب السمح ملكية خاصة بهم، يوظفونه لأغراضهم واهدافهم".
كما تفاعل مع تصريحات مبارك الدويلة رئيس البرلمان العربي، عضو المجلس الوطني الاتحادي أحمد بن محمد الجروان الذي علق قائلا إن "افتراءات الدويلة مرفوضة ومنبوذة وتسيء لكل الاماراتيين والمقيمين على أرض الإمارات.. بل والعالم أجمع الذي شهد لقيادة وحكام الإمارات بالريادة والانجازات الضخمة".
وتابع الجروان: أن "حقد بعض الجهات المنبوذة والساعية الى إحداث بلبلات لن يؤثر يوما في مسيرة دولة الامارات العربية المتحدة وقيادتها الحكيمة وشعبها الأبي".
ومن بين كبار المسؤولين الإماراتيين الذين أدلوا بتصريحات تندد بموقف مبارك الدويلة، برز نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان، الذي شارك بتغريدة جاء فيها أن الدويلة هاتفه ليستفسر عما إذا كان بإمكانه زيارة دبي وما إذا كان ممنوعا من ذلك، خاصة وأنه سيصحب أقرباءه ولا يريد أن يتعرض للإحراج.
ويضيف خلفان أنه أخبر الدويلة بأنه دقق في النظام ووجد أنه مدرج من قِبل جهاز أمن الدولة، وأنه سوف تتم إعادته من حيث أتى، منوها إلى أنه قال للنائب الكويتي السابق "بصريح العبارة وبكل وضوح" إن من يدرجه جهاز أمن الدولة يعمم على كل إمارات الدولة.
واختتم خلفان بالقول: "مبارك (الدويلة) الظاهر ما يفهم أن الإمارات أمنها خط أحمر، والذي يعمم عليه جهاز أمن الدولة من أبوظبي لا يظن أنه بيمر من دبي، الوطن موحد والبيت موحد، والأمن موحد".
من جانبها علقت صحيفة "الوطن" الكويتية على الحدث وتطوراته بالقول إن "الإشكالية ليست فقط في كون وزارة الإعلام ومجلس الأمة (الكويتيين) اشتركا في الإساءة لدولة شقيقة ومسؤول بارز في دولة شقيقة، لكن الإشكالية ايضا في تنزيه قناة المجلس عن المحاسبة واعتبارها فوق القانون، فلا يطبق عليها قانون المرئي والمسموع ولا المطبوعات ولا غيره".
كما تساءلت الصحيفة عما إذا كانت قناة "المجلس" الكويتية ستخضع لأي نوع من المساءلة القانونية إزاء الإساءة إلى العلاقات بين الكويت والإمارات باستخدام "القنابل الملغومة" في حق الكويت وأشقائها، أم أنها ستبقى "قناة فوق القانون؟".