شارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ اختباراً جينياً جديداً، يُميِّزُ بين العدوى الفيروسيَّة والبكتيريَّة, يمكن أن يُساعِد على مُحاربة المُقاومة للمُضادات الحيويّة، ويُسرِّع من التحرِّي عن أمراضٍ جديدة.
يستجيب جهازُ المناعة بطريقةٍ مختلفة عند محاربته لعدوى فيروسيَّة أو بكتيريَّة؛ وتكون هذه الاختلافات واضحةً على المستوى الجينيّ.
قال باحِثون، لدى المركز الطبّي في جامعة ديوك, إنَّ هذا الاختبار الجديد للدَّم يتحرَّى عن بصمة جينيَّة مُحدَّدة يُعبِّر عنها جهازُ مناعة الإنسان استجابةً للفيروسات.
قيَّم الباحِثون الاختبارَ عند 102 من الأشخاص؛ ووجدوا أنَّه كان دقيقاً بأكثر من 90 في المائة في التمييز بين حالات العدوى الفيروسيَّة والبكتيريَّة عند الأشخاص الذين لديهم أمراض في الجهاز التنفُّسي.
قال الباحِثون إنَّ النتائجَ تجعل من الاختبار أقربَ إلى الاستخدام السريريّ, حيث يُمكنه حينها مُساعدة المرضى على الحصول على تشخيص ومعالجة أسرع؛ وفي نفس الوقت التقليل من الاستخدام غير الضروريّ للمُضادات الحيويَّة التي لا تنفع مع حالات العدوى الفيروسيَّة.
قال مُساعدُ المعدِّ الرئيسيّ للدراسة الدكتور غيوفري غينسبورغ, مُدير الطبّ الجينوميّ وأستاذ الطبّ في جامعة ديوك: "في حالاتٍ مثل جائحة الأنفلونزا أو فيروس كورونا الذي انتشر في منطقة الشرق الأوسط, من المهم إلى درجة كبيرة تشخيص المرض الفيروسيّ بشكل دقيق جداً وبأسرع ممَّا يُمكن القيام به عند استخدام طرق التشخيص التقليديّة".
تعتمد الاختباراتُ الحاليَّة على أدلَّة تُشيرُ إلى وجود الميكروب في دم المريض، وهي تتطلَّب معرفة هذا الميكروب بالتحديد من أجل التحرِّي عن وجوده؛ بينما لا نجد مثل هذا القيويد في الاختبار الجديد, حيث يُمكن استخدامه من أجل التحرِّي عن أمراض جديدة, بل حتى مع الحالات التي قد تتضمّن تهديدات بيولوجيّة إرهابيّة.
قالت المُعدَّةُ الرئيسيّة للدراسة الدكتورة إيمي زاس, الأستاذة المساعدة في الأمراض المُعدِية والصحّة العالمية: "هذا الاختبار مهم جداً, ليس فقط بالنسبة إلى الجائحات الفيروسيّة حيث يُمكن أن تحدث العدوى بسبب فيروسات غير معروفة, إنَّما بالنسبة إلى الرعاية الصحيّة الروتينيّة التي يكون فيها القرار بالمعالجة أو عدم المعالجة عن طريق المُضادات الحيويّة على درجة كبيرة من الأهميَّة".
يُخطِّط الباحثون لإجراء دراسات كبيرة؛ ويقولون إنَّهم يُحاولون التقليلَ من الوقت الذي يحتاج إليه الحصولُ على نتائج الاختبار. يحتاج هذا الاختبارُ حالياً إلى 12 ساعة.
منقول