عندما يشعر الإنسانُ بحالةٍ من الكَمد في الشتاء, قد يضع اللومُ على الاضطراب الوجدانيّ الموسميّ؛ وهو أحد أشكال الاكتئاب التي يُعتقد أنّها تنجم عن الطقس وتوقيت السنة. لكن، تُثير دراسة حديثة عدّة أسئلة حول ما إذا كانت هذه الحالة شائعة مثلما يعتقد الباحِثون.
قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة ديفيد كير, الأستاذ المُساعد لدى كليّة العلوم النفسيّة في جامعة ولاية أوريغون: "من الواضح، من خلال أبحاث سابقة, أنَّ الاضطراب الوجدانيّ الموسميّ موجود, لكن يُشيرُ بحثنا إلى أنّنا ننظُر عادةً إلى الشعور بالحزن، في فصل الشتاء, على أنّه لا يُؤثِّرُ في الناس تقريباً بالمقدار الذي قد نعتقده".
حلَّل كير وزملاؤه نتائج استبياناتٍ تتعلَّق بالاكتئاب عبر سنوات, قُدِّمت إلى أكثر من 550 شخصاً في ولاية آيوا؛ وإلى أكثر من 200 شخص في ولاية أوريغون. حاول الباحِثون الربطَ بين الأجوبة والتغيُّرات في حالات الطقس, مثل كمية ضوء الشَّمس.
قال مُساعدُ مُعدِّ الدراسة جيف شامان, الباحث لدى جامعة كولومبيا: "وجدنا تأثيراً بسيطاً للغاية للطقس في أثناء أشهر الشتاء, لكن كان هذا التأثيرُ أقلَّ ممَّا هو مُتوقَّع، إذا قارنا ذلك مع ما يعتقد به العديدُ من الناس حول أنَّ الاكتئابَ الوجدانيَّ شائع بدرجة كبيرة. كانت النتيجةُ مُفاجِئة بالنسبة لنا, حيث اشتملت عيّنةُ الدراسة على حوالي 800 شخص، وكانت معايير الطقس دقيقة جداً، ممَّا جعلنا نتوقّع مشاهدة تأثير أقوى".
قال كير: "يجب أن يحصلَ الأشخاص، الذين يعتقدون أنَّهم يُعانون من الاضطراب الوجدانيّ الموسميّ, على المُساعدة. وتشتمل طرق المُعالجة الفعَّالة على مُضادات الاكتئاب، والعلاج السلوك الإدراكيّ أو المعرفي، والتعرُّض إلى الضوء".
"هناك - ولله الحمد - عدَّةُ مُعالجات فعَّالة للاكتئاب, سواءٌ أكان موسمياً أم لا. تأتي أهميّة العلاج السلوكي الإدراكيّ من أنّه أظهر قدرةً على منع عودة الاضطراب الوجدانيّ الموسميّ في السنة التالية".
هيلث داي نيوز, راندي دوتينغا,