بعد هبوط المركبة فيلة على سطح المذنب 67P منطلقة من المسبار روزيتا، وسقوطها في ظلال جرف بعيدا عن أشعة الشمس، وخلودها للسبات، ستحاول الأم روزيتا القيام بعمل جرئ في فبرير/شباط المقبل.
حيث سيحاول المسبار الكبير روزيتا الاقتراب بشدة من المذنب العملاق 67P، وذلك قبل أن تتسبب حرارة الشمس في تحوله إلى مذنب خطير غير قابل للدراسة، مع اندلاع الغازات والأتربة منه.
وتنطوي خطة وكالة الفضاء الأوروبية على إرسال المسبار لمسافة 6 كيلومترات فقط من سطح المذنب، ليلتقط المسبار صورا عالية الدقة لتضاريس سطحه وليكشف تفاصيل مكان سقوط المركبة "فيلة"، وبدقة لا تتعدى بضعة بوصات لكل بكسل.
ويأمل العلماء من هذه الخطوة اكتشاف مدى قدرة سطح المذنب على عكس أشعة الشمس، وكيف تنبعث الغازات والأتربة من سطحه، كلما ازداد اقترابا من الشمس.
كما يأملون أيضا أن تكشف الصور التي سيبعث بها المسبار عن مكان المركبة فيلة بدقة، حتى يتمكن العلماء من تقدير الوقت المتبقي أمامها لتحصل على المزيد من أشعة الشمس، مع دوران المذنب، الكافية لتشغيل الالواح الشمسية للمركبة مرة أخرى.
كانت أقرب مسافة بلغها المسبار من سطح المذنب قبل هذه الخطوة بلغت 10 كيلومترات، عندما أطلق المسبار المركبة "فيلة"، لتهبط على سطح المذنب، بعدها ارتد المسبار ليدور حول المذنب في مدار يتراوح بُعده عن المذنب بين 20 و 50 كيلومترا.
ويقول علماء وكالة الفضاء الأوروبية أن نسبة 80% من المعلومات حول المذنب ستأتي من المسبار روزيتا، بينما لا تزيد نسبة المعلومات المنتظرة من "فيلة" عن 20% فقط.