منتديات ستار الجيريا
اهلا وسهلا بكم جميعا
منتديات ستار الجيريا
اهلا وسهلا بكم جميعا


الاستمتاع والمرح فى منتدى ستار الجيريا
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  


 

  في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة...

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Strange.DJ

Strange.DJ


الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1352
النقود : 3672
السٌّمعَة : 0
تاريخ الميلاد : 19/11/2000
تاريخ التسجيل : 29/10/2013
العمر : 23
الموقع : batna

  في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة... Empty
مُساهمةموضوع: في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة...     في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة... Emptyالجمعة ديسمبر 05, 2014 4:17 pm



في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة...

بسم الله الرحمن الرحيم

في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة...

-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
تمهـــــــــــــــيد من أصول الفقه العام،،، البدل المعنوي للكلمة الواحدة أو الضمير المرتبط بها...
قاعدة البدل المعنوي في أصول الفقه العام: نفس الكلمة أو الضمير المرتبط بها، يحتمل فيه تبدل معناه، عينيا أو كميا، كميا اتساعا و ضيقا، ليعم الجنس كله جميع أفراده أو يخص ليستثنى منه الواحدا فقط، أو ليحصر فيه. و التبدل يكون في نفس الآية أو نفس الموضوع متفرق الآيات.
مثال على البدل المعنوي الكمي:--
كلمة إنسان في الآية الكريمة التالية، مرة يتكثر معناها ليكون اسم جنس يعم الناس جميعا، و مرة يقل حتى يستثنى منها الشخص الواحد فقط و هو آدم عليه السلام
قال تعالى: "وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ # ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ".
• "الانسان"... هو الناس أي اسم جنس يعم معناه جميع أفراده بدون استثناء.
• "جعلناه"... الضمير عائد على بني آدم فقط؛ أي مستثنى من الإنسان أو الناس شخص آدم عليه السلام.
و في الآية الكريمة التالية يقوم اسم الجنس مقام اسم العلم لتعني الكلمة شخصا واحدا فقط هو رسول الله عيسى إبن مريم عليهما السلام، أو محمد صلى الله عليه و آله و سلم، أو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وحهه و رضي عنه.
• "قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا"... عبد الله هنا هو شخص سيدنا عيسى ابن مريم عليهما السلام.
• "و أَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا"... عبد الله هو شخص محمد صلى الله عليه و آله و سلم.
• "إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاء حَمَلْنَاكُمْ فِي الْجَارِيَةِ # لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَ تَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ"... أذن واعية هي شخص أمير المؤمنين علي عليه السلام حصرا.
مثال على البدل المعنوي العيني، تبدل معنى الكلمة "انفس" أو الضمير المرتبط بها لتعني الأنفس و الأرواح معا، أو لتعني الأنفس حصرا، أو لتعني الأرواح حصرا، في الآية الكريمة التالية.
قال تعالى: "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا؛ وَ الَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا،،،، فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ،،، وَ يُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى... إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ."
و التردد أو البدل المعنوي يتضح عند استطاعة تمييز النفس من الروح، و هو ما يمكن استفادته من حديث أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله و جهه و رضي عنه: "إذا نام ابن آدم خرجت روحه من بدنه، و إذا مات خرجت نفسه من بدنه"
الروح يتعدد خروجها من البدن، تخرج عند كل غفوة أو غيبوبة قصيرة الفترة أو طويلة ليلا أو نهارا، و لا يعود يستطيع البدن يستيقظ إلا بعودة الروح و ولوجه فيه، أما النفس فليس لها سوى خروج واحد، فهي تبقى في البدن تحفظ تماسكه حتى الوفاة التي تعني الموت أو التفكك البائن النهائي، و خروج الروح هو وفاة أو موت أيضا لكنه موت أصغر حسب وصف الرسول صلى الله عليه و آله و سلم أي إن النوم أو الغيبوبة مجرد تراخي أو تفكك رجعي.
"الله يتوفى الأنفس (الأنفس و الأرواح) حين موتها،و التي لم تمت في منامها، فيمسك (الأنفس) التي قضى عليها الموت، و يرسل الأخرى (الأرواح) إلى أجل مسمى، .... "
تبعا لتعدد و تبدل معاني يتوفى و الأنفس، يمكن اعتبار كلمة "يتوفى" أو "الأنفس" مشترك رشقي، بمعنى أنه يعطي معا في وقت واحد أكثر من معنى من المعاني المتزاحمة في مبناه ، "يتوفي"؛ "الأنفس" بمعنى يتوفى مرة واحد الأنفس و يصحبه الألم، بينما "يتوفي"؛ " الأنفس" بمعنى الأرواح يتعدد و يكون مصحوبا بالنعاس حتى الغيبوبة أو فقدان الوعي تماما، أو لا يتقدمه نعاس كما أن بعض الموت الأكبر لا يتقدمه نزع و احتضار.

رأي السلف اجتهاد،،، ليس يتفرد بالصواب...
قال تعالى:--
"وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ (آدم و نسله) مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ # ثُمَّ جَعَلْنَاهُ (نسل آدم) نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ # ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ # ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ # ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ".
"الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ (آدم و نسله) مِن طِينٍ # ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ # ثُمَّ سَوَّاهُ (آدم و نسله) وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصَارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ"
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "القرآن حمّـال أوجه، فاحملوه على أحسن الوجوه".
ينقل إبن كثير عن سيدنا ابن عباس ترجمان القرآن رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: " ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ"، روايتين مختلفتين.
• يعني به الروح،
• يعني ننقله من حال إلى حال، إلى أن خرج طفلا ثم نشأ صغيرًا، ثم احتلم، ثم صار شابًّا، ثم كهلا ثم شيخًا، ثم هرما.
و يعقب إبن كثير على النقل المتعارض عن إبن عباس رضي الله عنه بقوله: "و لا منافاة، فإنه من ابتداء نفخ الروح فيه شَرَع في هذه التنقلات و الأحوال، و الله أعلم."
تعقيــــــــــــــب................
ينصر تالي السياق سيدنا إبن عباس رضي الله عنه في تفسيره، "ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ # ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ".
لكن النقل و العقل يعارضان تفسيره، و بمعنى أصح يسمحان بتفسير آخر تفصيلي، فيه يضيق معنى "الخلق الآخر" ليصير حصره في الشيء الواحد من تكوين الإنسان، و بالتالي يتكثر معنى الخلق الآخر، باعتبار تعدد الأشياء الداخلة في يتكون الانسان و هي ستة حصرا، لقول الأمير عليه السلام: "الشيء و احد من ستة".
• المعارضة العقلية لتفسير سيدنا إبن عباس رضي الله عنه... نفخ الروح هو ارتباط عرضي بين مخلوقين، بين الروح الموجود قبل الابدان بألفي عام و بين البدن حديث العهد بالوجود، بينما إنشاء الخلق الآخر، متعلق بتطور البدن.
يمكن أن يكون قصد سيدنا إبن عباس رضي الله عنه أن إنشاء الخلق الآخر مستحيل إلا بوضع يكون الروح منفوخ في البدن.
• المعارضة النقلية لتفسيره: عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله و جهه و رضي عنه: ": "إذا أتمت النطفة أربعة أشهر، بُعِث إليها مَلك فنفخ فيها الروح في الظلمات الثلاث".
حسب هذا الحديث الأهلي تارة الخلق الآخر متأخر عن نفخ الروح بتارتين إثنتين، و ليس أن بدء إنشاء الخلق الآخر مصحوب بنفخ الروح، بل إن نفخ الروح سابق بشهرين تقريبا على بدء الانشاء.
الانسان أعم من آدم،،، و الطين كلمة خفية من شأنها التغليب...
قال تعالى: "وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ (الناس) مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ # ثُمَّ جَعَلْنَاهُ (الناس ما عدا آدم) نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ"
قال تعالى: "الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ (الناس) مِن طِينٍ # ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ # ثُمَّ سَوَّاهُ وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَ جَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَ الْأَبْصَارَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ"
كلمة الطين من الكلام الخفي الدلالة، و الكلام الخفي حسب أصول فقه الأحكام هو ما يمكن تغليب معناه أو القياس به معنى كل ما يشاركه في صفة اليبوسة و البرودة و الجمود و السكون، مثل البيض الذي في مبيض الأنثى. هذا البيض يتكون و الأنثى لا تزال جنينا في بطن أمها، و يكون بداهة خاملا تماما حتى بلوغ الأنثى، صحيح أنه يغتذي و يعيش لكن معدوم و لا وجود له بمعنى أنه مجرد إمكانية واعدة، فهو وظيفته المشاركة في انتاج الولد، و طالما هو خامل متعطل لا يمكن اعتباره حيا موجودا، و يصدق عليه من الأحكام و الأوصاف ما يصدق على الطين أو التراب.
يقارب عديد البيض في كل مبيض للأنثى الجنين النصف مليون، و الأنثى البالغة مهما طال عمرها لا ينشط من مبيضها غير العدد القليل جدا جدا، بينما يستمر معظم البيض مصطحبا حال العدم أي يصدق عليه وصف التراب أو الطين، و هذا العدد الضيئل جدا جدا الذي ينشط ليشارك في النسل هو "سلالة من طين".
في طور النطفة يصير الاستلال الثاني الآخر الذي يخص الناس باستثناء آدم عليه السلام، يكون البيضة و المفرد من المني كاملا ثم يصير إجراء التنصيف بالانشطار الاختزالي لتكوين الأمشاج التي تحتوي على نصف عدد العروق (23 عرقا)، الأمشاج أو الأنصاف الضعيفة تهمل، و الأمشاج الجيدة التي تصلح للمشاركة في النسل يصدق عليها الوصف أنها المسلولة من جملة الأمشاج.
قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ "
هنا عبارة "خلقناكم من تراب"، لا مبرر لتخصيصها و حصرها في شخص سيدنا آدم عليه السلام. و المفترض أن القرآن هو الأستاذ و القارئ هو التلميذ، هنا القرآن كلمة تراب تعني التراب و ما شابهه في الجمود و البردة و ضآلة الحياة، و هي أحوال تصدق على البيض قبل البلوغ.
التسوية أو الإستواء يرادف التخليق،،، تهيئة الجسم لولوج الروح...
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله و جهه و رضي عنه: ": "إذا أتمت النطفة أربعة أشهر، بُعِث إليها مَلك فنفخ فيها الروح في الظلمات الثلاث"
قال تعالى: "ثُمَّ سَوَّاهُ وَ نَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ...."
قال تعالى: "................ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَ نُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء................"
ترك ذكر تارات العظام و الكسوة اللحمية و إنشاء الخلق الآخر، بعد "مضغة مخلقة و غير مخلقة"، إشارة إلى أهمية تارة المضغة، و تارة المضغة مهمة بلحظ أن نفخ الروح يعقبها، فهي تارة تسوية الجسم و تأهليه ليكون محلا للروح.
بعد السرد السابق..........
• يمكن الاطمئنان إلى أن تسوية الجسم تكون بتخليق المضغة.
• و يمكن الاطمئنان إلى أن تارة التراب قد مر بها كل فرد من الناس و أنها بداية الاجتنان في بطون الأمهات، قال تعالى: ".... خلقناكم من تراب..."،
• و التأويل هنا فيه تعسف، أي تأويل"كم" بأن المقصود حقيقة هو آدم فقط و أن الناس باعتبار أنهم نسل آدم هم حكما يعتبرون مخلوقين من تراب، لكن العقل ليس مضطرا للـتأويل بسبب الجهل، يمكنه التوقف و السكون و الإمتناع عن التفسير، حتى يتوفر العلم بالموضوع.
• الظاهر هو المعتبر و المقبول، حتى لو استعصى على الفهم، طالما انتفى الاضطرار إلى التأويل، حتى يمكن الفهم عن الله تعالى، و هي فرصة للإجتهاد في فقه اللغة، أو هو اضطرار العقل للبحث عن حل مشكلة استعصاء العبارة على الفهم، بإثارة علوم اللغة،
• التأويل كثيرا ما يكون إسقاطا للجهل على القرآن أي تعليما للقرآن، و هو اختصاص إلهي تعليم القرآن، قال تعالى: "الرحمن علـّـم القرآن".
و حتى يمكن الظن أن سيدنا آدم عليه السلام رغم ابتداء حياته تام الحجم، إلا أنه كان ضعيف البنية نحيلا ثم اشتدت عظامه و قست و تنامى لحمه بالتغذية و الحركة، قبل أن يخلقه باعتباره مشتملا على شجرة، أي بطنا و فرجا، خلقا آخر (فرجا)، ثم يبلغ، ليخلق له حواء ليتجاوز ذاته و حياة الإيقاع المستقل و ليعيش حياة عقد معها؟! أي يمكن التصور أن سيدنا آدم عليه السلام أن جسمه ابتدأ تاما شكلا، لكن من غير بلوغ.
المسيح روح الله المنفوخ في العالم الجنين،،، و أطوار أمته في الدنيا نظير تارات العظام و اللحم من الفرد...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "و تزعم أنك جرم صغير،، و فيك انطوى العالم الأكبر"
صيرورة الانسان الفرد نظير صيرورة العالم الأكبر، الانسان الفرد ينقسم وجوده إلى جنين و وليد، و مثله العالم الأكبر ينقسم و جودة إلى حياة دنيا و حياة آخرة. و القيامة هي ولادة جنين العالم الأكبر و خروج الناس من رحم الأرض الضيقة إلى فضاء الكون الواسع.
جملة الناس جنين في هذه الحياة الدنيا، و حضارة اليونان و الرومان بعض مضغة جملة الناس، أي البعض المخلق منها، كلمة مقدونيا قريب معناها من مضغة، أي أن عهد الاسكندر و أرسطو من تاريخ البشرية على أمنا الأرض الحامل بنا، هو نظير تارة المضغة من الجنين الفرد، التي بها استوت حضارة الإنسان، و تهيئت، لمجيء سيدنا المسيح ابن مريم عليهما السلام، قال تعالى: "يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُواْ فِي دِينِكُمْ وَ لاَ تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقِّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّهِ وَ كَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَ رُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ لاَ تَقُولُواْ ثَلاَثَةٌ انتَهُواْ خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللّهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَ مَا فِي الأَرْضِ وَ كَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً" و الأمة النصرانية أو الكنيسة هي صورة العظام، التي اكتست بالدولة العلمانية الخادمة لها، و الخلق الآخر بالنسبة لجنين جملة البشر هو الأمة الإسلامية.
عصر الأمة الاسلامية كجزء من العالم،،، هي تارة الخلق الآخر...
هذه الصورة من صيرورة الوجود، يمكن أن ينتظم فيها أكثر من نظير واحد للانسان الفرد، أو العالم الأكبر، نظير طويل الزمان أو قصير، مثلا تاريخ الأمة الإسلامية، أو تاريخ الرسالة و الخلافة فقط، أخباره تنتظم في صورة التطور هذه.
• الدولة الأموية عظام، الدولة العباسية كسوة، العجم من فرس و ترك و حبش خلق آخر، العرب دعوهم، و هم يدعون العالم.
• قال تعالى: "... فاستوى على سوقه (عهد عثمان رضي الله عنه مضغة مخلقة و غير مخلقة) يعجب الزراع (أمير المؤمنين علي عليه السلام روح الأمة و سيد العرب)...........".
بالنسبة لموضوع الآية الكريمة،،، الخلقُ الآخــَــرُ هو الفرجُ أو الزهرة...
قال تعالى: "وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ # ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ # ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ # ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ # ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ"
1. سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ... سلالة الأمشاج الجيدة من البيض و المني.
2. نُطْفَةً ٍ ............ سلالة العروق النازعة تصير أنسجة، و تترابط عشوائيا.
3. عَلَقَةً .............. بدء تنظيم الجنين بالملاك، و توطن الجنين بجدار الرحم.
4. مُضْغَةً ........... مخلقة و غير مخلقة... استواء تمهيد لحلول الروح.
5. عِظَامًا ............ وقت اشتداد العظام المؤسس في تارة النظفة.
6. لَحْمًا .............. تنامي اللحم المؤسس في تارة النطقة.
7. خَلْقًا آخَرَ .......... توضيح الفرج المؤسس سابقا، و بيض الأنثى.
حسب هذه الآية الكريمة الخلق الآخر ليس سوى الزهرة أو الفطر أو الفرج أو الجهاز التناسلي-لا فرق في المعنى بين هذه القوالب اللسانية- للذكر أو الأنثى، أي ذكر و أنثى الشجرة المستقلة، أو الشجرة المشتمل عليها تكوين الحيوان أو الانسان و هي البطن و الفرج.
الخلق الآخر من كل شيء هو سماء أو أرض،،، غاية القوة أن يستقل كل منهما بكرسي...
الخلق الآخر ليس و احدا، باعتبار أن الإنسان مركب من أربع أنفس أو ست أشياء أو سبع مستويات، و كل مستوى أو نفس أو شيء هو خلقان أول و آخر، الخلق الآخر بالمطلق هو الشق من الشيء يعيش حياة عقدية أي عائلية، بينما الخلق الأول هو الشق من الشيء يعيش حياة إيقاعية أي مستقلة فذة انعزالية.
و الشيء المحدث هو خلقان أول و آخر، أي لا يوجد الشيء كله مرة واحدة، بل تتفتح إمكاناته على دفعات حسب الظروف الذاتية و الزمانية و المكانية، بسبب ضيق المحدث، يخرج منه إلى الوجود معدوما بعد معدوم، فإن وعيه لا يتسع للحركة الجوهرية الشاملة، مثلا يستحيل أن تطيق الشجرة أن تورق و تزدهر معا، أي أن تتنامى و تنسل معا، بسبب أن خروج جزء من العدم إلى الوجود يستغرق الوعي كله، و ربما يغيب الشيء عن الوعي بسبب أن ما يتطلبه الوجود يفوق مقدار الوعي الحاصل. و يبقى الإمكانيات المعدومة أكبر من الموجودات بفارق عظيم. و بعض الامكانيات تكون ضعيفة فتقصر حركتها الجوهرية و تبرز شكلا بلا قدرة مثل جناح النعامة أو الديك، أو الزائدة الدودية للإنسان.
حتى الموجود اللامضمر و اللاظاهر يتفاوت، أي يختلف نصيبه من القوة، مثلا لا تستطيع النعامة الطيران، لكن يمكن للديك أن يطير إذا اضطر كأن يقذفه إنسان من على سطح مبنى.
بينما الله سبحانه و تعالى حاصل له الوجود كله أمير المؤمنين عليه السلام: "لم يسبق له حال حالا، فهو الأول و الآخر، و هو الظاهر و الباطن"، "كل ظاهر غيره غير باطن، و كل باطن غيره غير ظاهر".
تارة النطفة،،، الجنين تكوين عشوائي...
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:
• "إذا كان الليلة الثانية و الأربعين بعث الله ملاكا يصور الجنين...."
• "إذا جامع الرجل أهله طار ماؤه فيها سبعة أيام"
• "إذا جامع الرجل أهله طار ماؤه في لحمها و عظمها و شعرها أربعين يوما"
الطيران القصير المدة، هو انتقال الخلية المكملة أي ا لزايجوت من قناة فالوب إلى مهبط القمر من جدار الرحم، أمن الطيران الطويل المدى في الانشطار التكاثري للخلية المكملة الذي ينتج عنه مختلف الأنسجة و التي يقارب عديدها المائتين و العشرين صنفا.
في مدة الواحد الأربعين يوما يتجمع الأنسجة عشوائيا، قبل تدخل العناية الإلهية و البدء في التنظيم المدني لفوضوية تجمعها، و هذه الفرصة التي تعطاها لتمارس التنظيم الفضولي ضرورية من أجل تنمية قدرتها السلبية أي استطاعتها الأنفعالية لتتحرك طوع فعل الملاك المكلف بتنظيمها.
الأنفس أربع،،،و كل نفس خلقان أول و آخر...
عن سيدنا كميل بن زياد أنه قال: سئلت مولانا أمير المؤمنين علياً فقلت: يا أمير المؤمنين أريد أن تعرفني نفسي. فقال ياكميل و أي الأنفس تريد أن أعرفك ؟ قلت: يا مولاي هل هي إلا نفس واحدة ؟! قال: "يا كميل إنما هي أربعة: النامية النباتية و الحسية الحيوانية و الناطقة القدسية و الكلية الإلهية. و لكل واحدة من هذه خمس قوى وخاصيتان."
النفس خلقان، خلق أول يعيش حياة إيقاعية أي مستقلة يلزم ذاته، و خلق آخر يعيش حياة متعدية يتجاوز ذاته ليرتبط بعقد مع الزوج الآخر. الخلق الأول بالنسبة للشجرة هو النامية، و بالنسبة لجنس الشجر لمن يهمه التاريخ الطبيعي هو الطحلب ثم ما يناظره من الشجر الواضح الصورة. و الخلق الآخر بالنسبة للشجرة هو الزهرة، و بالنسبة لجنس الشجر لمن يهمه التاريخ الطبيعي هو الفطر ثم ما يناظره من الشجر الغامض الصورة مثل جيوب السرخس أو الشجر الواضح الصورة مثل أزهار الليمون أو الورد.
و الإنسان أو الحيوان مشتمل تكوينه على شجرة أي ورقة و زهرة، و نظير الزهرة في الحيوان أو الانسان يسمى فرجا، و نظير الورقة يسمى بطنا. و الورقة أو البطن خلق أول، و الزهرة أو الفرج خلق آخر.
بالنسبة للإنسان بما هو حيوان ضأن وديع أو سبع مجاهد، الحسية خلق أول، و الحيوانية خلق آخر، بلحظ أنه حين يحلم فإنه يبصر أحلامه لوحده، لا يشاركه أحد في الإحساس بصرا أو سمعا، لكن حركته أغلبها عقود فهو لا يكلم نفسه و لا يقاتل نفسه، و حتى الصلاة التي يمكن إيقاعها، ترغب الشريعة في إقامتها عقدا مع جماعة، و الإنسان باعتباره حيوان ذي لسان هو متكلم أي ذكر، أو مستمع أي أنثى، الكلام عقد بين زوجين حسيين، و أيضا الانسان بما هو حيوان من جهة اليد الباطشة هو ذكر متسلط أو أنثى مضطهد.
الانسان طالما هو جنين في البطن،،، لا يخرج من العدم إلى الوجود غير الشجرة منه..
الشجرة محدث مؤلف من فقرتين إثنتين هما البطن و الفرج، و قد يمتد الحمل إلى سنتين إثنين، و رغم ذلك يستحيل حدوث وجود النفس الحسية الحيوانية في البطن، تستمر محدثا عدميا، و لا تبدأ الحركة الجوهرية أي حركة خروج ما هو معدوم كامن في الجنين من النفس الحسية الحيوانية إلا عند الولادة.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه:
• " النفس النامية النباتية قوة أصلها الطبائع الأربع بدء إيجادها عند مسقط النطفة مقرها الكبد، مادتها من لطائف الأغذية، فعلها النمو و الزيادة، و سبب فراقها اختلاف المتولدات، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة"
• "النفس الحسية الحيوانية قوة فلكية و حرارة غريزية أصلها الأفلاك بدء إيجادها عند الولادة الجسمانية، فعلها الحياة و الحركة و الظلم و الغشم و الغلبة و اكتساب الأموال و الشهوات الدنيوية، مقرها القلب سبب فراقها اختلاف المتولدات، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة ، فتنعدم صورتها و يبطل فعلها و وجودها، و يضمحل تركيبها"
الوجود أكثر من شكل ضعيف،،، إنه عهد...
لحظ القلب و الدم و الحواس و الأطراف ليس يثبت الوجود الحسي الحيواني للجنين في بطن أمه.
قال تعالى: " اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَ شَيْبَةً. يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَ هُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ"
للمحدث حركات ثلاث، جوهرية و كيفية و حالية، الحركة الجوهرية، هي انتعاش ما هو معدوم كامن متحفز لاكتساب وحيد البعد، أي مجرد تعين صفته التي تميزه على سائر أجزاء التكوين، لا بد من الحركية الكيفية أي حركة تنامي القوة، ليكون له حضور و غلبة، و هذه الحركة الكيفية تنتهي عند التمام، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "تمام البدن إلى إثنين و عشرين سنة، و تمام العقل إلى ثمانية و عشرين سنة"، تبقى حركة ممكنة في البعد الثالث أي الحال و هي تمرين البدن و ممارسة الرياضات المختلفة ليزداد البدن قوة، لكن قوة ثالثة أي مؤطرة مقيدة بمعدن الفرد، و أيضا بعمره، الإنسان ضعيف البنية بالوراثة أو الذي لا يزال طفلا لا يستطيع مهما اجتهد أن ينافس شديد البنية تام النمو في رفع الحديد مثلا.
لا بد للشيء من اكتساب قوة كافية،،، ليستحق اسمه...
كيف يمكن التوفيق بين واقع مشهود و هو لحظ العظام في تكوين الجنين في الأربعين يوم الأولى، و بين قوله تعالى: "فخلقنا المضعة عظاما"، أي خلق العظام يكون بعد التراب و النظفة و العلقة و المضغة!! قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: " إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك..."، أربعون يوما يوصف الجنين بأنه نطفه، أي ماء كثير و فير، و هو مثل وصف قنديل البحر بأنه ماء، بسبب قرب حقيقته من الماء من جهة الشفافية و الرخاوة، بعد أربعة شهور يبدا العظام الذي كانت موجودة بحركة جوهرية فقط، تبدأ حركة كيفية لتوكيد وجودها باكتساب القوة. و العظام و اللحم و أيضا الخلق الآخر أي الجهاز التناسلي هو الشيء المسمى شجرة، و جميع صفات الحيوان القائمات في جنين الانسان هي متحركة جوهريا فقط، أي شكلا بدون معنى، يكون الجنين له عين قائمة لكن لا تبصر، و له لسان قائم لكن لا يلغو و له يد لكن لا تبطش و قدم قائم لكن لا يمشي. و هذا الشيء المسمى نفس حسية حيوانية هو جوهر متحفز لتقوية وجوده بحركة كيفية يبدأها عند الولادة، و عندما يلغو و يمشي و يبصر و يسمع، فقط يمكن وصفه بأنه حيوان.
وقت بدء استقواء النفس الناطقة القدسية،،، الفطام...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تشريح نفس الانسان: " قوة لاهوتية بدء إيجادها عند الولادة الدنيوية، مقرها العلوم الحقيقة الدينية، موادها التأييدات العقلية، فعلها المعارف الربانية، فراقها عند تحلل الآلات الجسمانية، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مجاورة لا عود ممازجة."
معروفة بوضوح الولادة الجسمانية التي عندها يبدأ إيجاد النفس الحسية الحيوانية، لكن الولادة الدنيوية ما هي؟! هل هي الفطام. الرضيع أو الوليد حتى تمام السنتين من عمره يكون اشتد احساسه و حركته، بمعنى اشتداد الخلقين الأول الآخر من جهة ما هو حيوان، بينما تبدو عليه صفات إنسانية لكن بلا معنى، أي يتكلم و هو عاجز عن التمييز.
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم: "‏‏مروهم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر‏" و منه يمك الاستدلال أن الخلق الآخر للإنسان أي القدسية تبدأ في السنة العاشرة، و ما بين السابع و العاشرة هو تعين جوهري للقداسة منتف منه البعدان الذاتيان الإثنان الكيف و الحال. فلا يصدق عليه وصف القديس أو الطاهر سوى من أتم التاسعة و دخل العاشرة أو بلغ و صار مكلفا. و أن ما بين الفطام و الرابعة مثل الذي ما بين السابعة و العاشرة، هو تجوهر لشق الناطقة بين الرابعة و السابعة، و لشق القدسية بين السابعة و العاشرة. ثم بعد الرابعة يمكن اعتبار الانسان كائنا مبينا ناطقا متكلما.
العقد يسبق الإيقاع،،، ميزة الوجود الإنساني...
الإمام و احد من إثنين معلم أو مربي، و الملحوظ في التاريخ الإسلامي أن الإمام الفقيه المعلم يسبق الإمام الأديب المربي، معلوم أن عهد الامام ابو حنيفة و هو الفقيه من أهل الرأي، سبق عهد الامام مالك الورع الذي ليس لم يكن فقط اعتماده في الفتيا على الحديث بل إنه ألزم نفسه سنة شديدة بأن لا يحدث الناس بحديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم إلا بعد أن يتوضأ. و سيدنا الإمام المجتهد محمد الشافعي، هو استاذ سيدنا الأديب الورع احمد بن حنبل. بداهة كان الامام الشافعي أديبا ورعا مهذبا لكن الغالب عليه كان الفقه.
لكن الطهارة أو القداسة حين استقلالي، لازم لا يتعدى ذات الطاهر القديس، و العقد هو الحوار و المناظرة، و هو الملحوظ في الحديث الأهلي للأمير عليه السلام الذي نصه: "النفس الناطق القدسية"، و هو الملحوظ في التاريخ أيضا.
قال الأمير عليه السلام: " النَّاسُ ثَلاَثَةٌ: فَعَالِمٌ رَبَّانِيٌّ، وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَى سَبِيلِ نَجَاة، وَهَمَجٌ رَعَاعٌ، أَتْبَاعُ كُلِّ نَاعِق، يَمِيلُونَ مَعَ كُلِّ رِيح، لَمْ يَسْتَضِيئُوا بِنُورِ الْعِلْمِ، وَلَمْ يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْن وَثِيق."
و الرباني هو الطاهر القديس القدوة، و المتعلم هو الفقيه الداعية
النفس الكلية الإلهية للجماعة،،، الخلق الأول الخلافة و الخلق الآخر الولاية...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وحهه و رضي عنه في شرح مستوى الملكوت من تكوين الانسان الفرد : "و الكلية الإلهية لها خمس قوى،
• بقاء في فناء
• و نعيم في شقاء
• و عز في ذل
• و غنى في فقر
• و صبر في بلاء.
و لها خاصيتان
• الرضا
• و التسليم،
و هذه التي مبدئها من الله و إليه تعود. قال الله تعالى: "و نفخت فيه من روحي"، و قال تعالى: "يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربكِ راضيةً مرضية".
و الأمة من الناس هي تفصيل للفرد المجمل، و نفسها الكلية الإلهية هي الهيئة الإجتماعية التي تظهر عليها الأمة بعد عهد الرسالة الذي هو تجسيد للعقل الاجتماعي.
الخلق الأول (إيقاع الأمة):.............. "كلية" وضع أو مناخ اجتماعي حاث على تأسيس دولة الخلافة لسياسة جماعة الأمة الاسلامية، مدنيا و جهاديا.
الخلق الآخر (عقد الأمة): ............. "إلهية" مناخ أو وضع نفسي حاث على ممارسة دعوة المسلمين و غيرهم إلى سبيل الرب بالحكمة و الموعظة الحسنة و الجدل الحسن.
بعد ثلاثين سنة حكم،،، كان الفرعون يبدأ يتنسك...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي الله عنه: "رب متنسك و لا دين له".
قال تعالى: "وَ قَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَ قَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَ يَذَرَكَ وَ آلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ".
في قراءة إلاهتك أي تألهك و تنسكك أي توغلك في العبادة،
المتنسك و المتأله معنى واحد، ظاهر الآية الكريمة ان قوم فرعون استنكروا عليه ما أدركوه من حصول عقد ضمني بينه و بين سيدنا موسى عليه السلام، أي يقره موسى على احتفاظه ببدعته في عبادة الله سبحانه و تعالى، نظير أن يترك فرعون موسى و قومه يعبدوا الله تعلى حسب الطريقة المشروعة.
و الذي يدعو فرعون إلى ترك الحكم و الانشغال في العبادة هو تبدل مناخه النفسي، أي بلوغ نفسه الكلية الإلهية، بمعنى اشتداد الشق اللاهوتي منها، و هو نظير ما يحصل للإنسان بما هو مشتمل على شجرة في سن العاشرة تقريبا، لا يعود همه بطنه فقط، بل يبدأ يشعر بحاجة مستجدة تدفعه للإرتباط بالزوج الآخر المكمل، و قد أرسل الله له هذا الزوج الذكري السماوي و هو سيدنا موسى عليه السلام، لكنه استعصى و قاوم.
الشجرة من جهة أنها نامية،،، هي كرسي لا ذكر و لا أنثى....
الخلق الأول من كل نفس هو كرسي أو مسكن يتسع للسماء و الأرض، و انشقاق السماء و الأرض أو الذكر و الأنثى ينتهي إلى انشقاق في الكرسي، بعض الشجر له نامية و زهرة كاملة هي أنثى و ذكر معا، و بعض الشجر مركب من نامية واحدة و زهرتان إثنتان أنثى و ذكر، لكن أرقى الشجر الذي كرسيه مفتوق أيضا، كما زهرته.
الحيوان من جهة أنه حساس لا أنثى و لا ذكر، لكن من جهة أن له لسان هو ذكر و من جهة أن له أذن هو أنثى، و من جهة أن له شكل هو ذكر و من جهة أن له عين باصرة هو أنثى،، الخ. من أمثال المصريين: "اسبقوهم بالصوت قبل ما يغلبوكم"، و هي ملاحظة غامضة أن اللسان سماء و الأذن أرض.
الانسان باعتبار أنه طاهر متعبد لله مطيع هو كرسي فقط لا ذكر و لا أنثى، لكن باعتبار أنه متكلم داعية فهو ذكر، و باعتبار أنه مخاطب مدعو مستجيب فهو أنثى.
القومية أنثى لاهوتية أو جماعة لسانية سلبية مرتدة إلى جاهلية،،، و الداعية أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه و العلماء الأصحاء....
الدولة من جهة الخلافة أو سلطان القدرة هي كرسي فقط لا ذكر و لا أنثى، لكن من جهة أنها صاحبة رسالة هي ذكر، و هذه الرسالة يحملها حجج الله أهل بيت رسول الله عليهم صلوات الله و سلامه، و من يخلفهم من فقهاء السنة و الشيعة الزيدية المهذبين اللذي شفى الله عقولهم و قلوبهم من أمراض النصب و الرفض، و المدعوون هم الأقوام باعتبار أنهم رجعيون يسارعون إلى الارتداد إلى الجاهليات القومية من عربية و فارسية مجوسية و أناضولية،، القوميات أو الجماعات اللسانية هم إناث مستجيبة أو مستعصية فإما تستجيب الجماعة و تتطهر، و إما تبقى ملوثة مدنسة بالجاهلية القومية.
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الأخلاق أصعب شيء اكتسابا، و أسهل شيء خسارة"، و الأخلاق هي ما هو معروف من صفات النفس أو القلب، و رغم أن العقل يعلو النفس و هو إمام إمامها، إلا أنه إذا فسدت النفس و استفحلت فسد العقل أيضا و صار شيطانا يبرر المنكر و يستهجن المعروف، و يخترع عقائدا كفرية قال الأمير عليه السلام: العقول أئمة الأفكار و الأفكار أئمة القلوب"، و قال رضي الله عنه و كرم وجهه: "كم من عقل أمير تحت هوى أسير".
الطريق الضامن لسلامة العقل و النفس،،، مراقبة القرأن و المراجع العلمية العليا...
قال رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم: -
"تركتكم على المحجة، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك"
"تركت فيكم ما إن تمسكتم بهما لن تضلا بعدي، كتاب اللة و عترتي أهل بيتي"
"ليس منا من لم يتغن بالقرآن"
طريق السلامة هو التغن بالقرآن يعني مواصلة مراقبته، أي الحرص المستمر على العرض على القرآن الكريم كل ما يتبادر إلى الذهن من خاطر أو هاجس أو ينتج بعد تفكير و ترو من رأي. و على حديث رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم، و أحاديث أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه، فإن كلامهم معتبر سنة قولية تقريرية مستأنفة، كما أن أعمال الصحابة رضي الله عنهم أجمعين سنة عملية تقريرية مستأنفة.
و المشهود لمراجع السنة الثانويين أمثال سيدنا أحمد بن حنبل و جامعي الأحاديث أمثال البخاري هو حرصهم على تنقية الأحاديث من الوضع المكذوب المنحول للنبي، بينما المجوس عليهم لعنة الله فإن حرصهم منصب على وضع الكذب و الدس في الأحاديث الصحيحة المروية عن رسول الله و أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه، و قد شوهوا ما يصروا على تسميته إسلاما و تشيعا بعملهم الشيطاني هذا، حتى صار شرا من الجاهلية.
إيران دولة فاشلة ثقافيا (ك، م، ف)،،،
مرجو فلاحها العروبة و هي يشعشع ضياءها (ع، ع، ع)...
أما و قد جاء الوقت المواتي لنهضة العرب، بدليل قيامهم بهذه الثورات على الأنظمة الجاهلية المسماة بالعلمانية و التي كانت عهدا أو وضعا سياسيا مناصرا للجاهليات المستوردة و المحلية، وفر لكل كلمة الفرصة الكافية و التشجيع للإعلان و الإرتفاع إلا كلمة الله، يجب أن يحذر العرب السقوط كما سقطت إيران الرجعية بتمسكها بالجاهلية المجوسية و كل الذي فعلته أنها قتنعت جاهليتها بالموضوعات المكذوبات المنحولات للنبي و أهل بيته صلوات الله عليهم و سلامه.
كرسي إيران هو كسرى (ك)، و سماءها الجاهلية المجوسية (م) و أرضها العصبية القومية الفارسية (ف)، بينما العروبة كرسيها عتيق الصديق رضي الله عنه (ع) و سماءها أهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه في مقدمتهم سيد العرب أمير المؤمنين علي كرم الله و جهه و رضي عنه (ع)، و أرضها لغة بين توقيفية و صناعية، لغة أقر الله تعالى الناس عليها، العربية أكرم لسان (ع).
إيران دولة فاشلة ثقافيا، بسبب أنها طائفية، و الطائفية إنعزالية توجب فوضوية، و لا يغني عنها و يعوضها بدل فشلها الثقافي تقدمها في المدنية مهما بلغ ابتداعها من وسائل السلم و الحرب، و لا أيضا تقدمها في الحضارة مهما اتسعت شيطنتها السياسية في بلاد العرب و هيجت أذنابها المجوس، لقد تفاقمت أمراضها العقلية و النفسية، و قد تمادت في رفضها، حتى استفزت إخوانها في الأمراض من نواصب العرب و العجم.
و لا غنى لجماعة إسلامية عن النجاح الثقافي أي التوفيق إلى الاجتهاد الصحيح الذي أول شروطه تصفية النصوص من الوضع و الدس، بسبب أن النص المقدس هو فضاء الأمة الاسلامية و أن الثقافة هو مجال اختصاصها كي تجتهد أو تبدع فيه و تعبر عن إنسانيتها، و مهما أبدعت في أختصاص أجنبي يخص الشرق أو الغرب تبقى مقتبسة و عالة، و بالتالي مشغول ذمتها المعنوية بدين للإنسانية، بسبب أن الأمة الاسلامية دورها هو تتويج مدنية الغرب الإقتصادية و حضارة الشرق الاجتماعية بالبعد الثقافي الذي هو عبادة الله تعالى و طاعتة.
من قوانين التحريك الحراري: "لا تزال الفوضى تتفاقم في الكيان المعزول، و في أحسن الأحوال يحتفظ بما تبقى له من نظام"
و أحسن الأحوال هو البرودة و الجمود، أما حال النشاط فيعود على الإنعزالي بأسوأ النتائج، قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "التفكير في غير الحكمة هوس"، و تفكير إيران ليس متجهة نحو جمع شمل أمة محمد صلى الله عليه و آله وسلم، بدل متجه نحو الترويج لما نحلوه لأهل البيت صلوات الله عليهم و سلامه من موضوعات فظيعة، و دسوه في أحاديثهم من زيادات شنيعة، ثم زعموا أنهم شيعة، من أجل التوظيف السياسي خدمة للدولة حتى تتماسك و ينصرها المهووسون المجوس من عرب و عجم.
أحوال العقل الإسلامي،،، سيدنا إبراهيم عليه السلام العقل الباطن...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه في تمجيد الله تعالى:--
"الذي لم يسبق له حال حالا، فهو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن"،
"كل باطن غيره غير ظاهر، و كل ظاهر غيره غير باطن"
سيدنا محمد صلى الله عليه و آله و سلم هو العقل الظاهر، قال الامام أبو عبد الله جعفر الصادق عليه السلام: "العقل ما عرف به الرحمن، و اكتسب به الجنان"، و قال تعالى: "قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَ مَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ"، و قال عز و جل: "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَ هَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَ لِيُّ الْمُؤْمِنِينَ".
أمم إسرائيل سلب مزدوج،،، لا خذلان للإسلام و لا نصر...
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه و رضي عنه: "الأشياء ثلاثة، ظاهرة و مضمرة و لا ظاهرة و لا مضمرة"، أي الشيء يكون له حال إيجابي إما مضمر باطن و إما ظاهر غالب، و إما حال سلبي لا مهزوم و لا منصور و هو حال اليهود و النصارى، لا يمكن اعتبارهم مسلمين ينصرون الدين و لا يمكن اعتبارهم كفارا اعداء للدين فهم يؤمنون بالله و يطيعوه لكن من غير إتقان أي بعقيدة و شريعة مشوهتين جدا بشتى البدع و الرياء.
قال تعالى: "وَ نَجَّيْنَاهُ وَ لُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ # وَ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَ يَعْقُوبَ نَافِلَةً وَ كُلًّا جَعَلْنَا صَالِحِينَ"، يمكن تصور العالم بلا إسرائيل أي بدون أمم اليهود و النصارى فهم نافلة أصلا، و سلب مزدوج، لكن بدون مسلمين إبراهيميين أو محمديين يستحيل تصور العالم. ضروري وجود المادة بإحدى حالتين صلبة أو غازية، لكن السيولة حالة نافلة، يمكن للمادة الصلبة أن تتجاوزها و تتسامي مباشرة إلى الحالة الغازية.
00000000000000000000000000000000000
فخر النبي تلميذ علي إبن رجب الشافعي
أبو رابعة محمد سعيد رجب عفارة
لبنان ............. عودة العقل العربي الجبار
الإثنين... 02\05\2011 مــــــــــــ rire2 look cadaux cadaux lol! rire _çyçypuo   في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة... 3951118447   في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة... 2593053175 11 sdsqd ss lol! rire
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
في تفسير قوله تعالى: "ثم أنشأناه خلقا آخر"،،، و بيان أي الأنفس الأربع هي موضوع هذه الآية الكريمة...
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  تفسير قوله تعالى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى
»  قوله تعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا
» موضوع تعبير عن القراءة 2015 بالعناصر - لطلاب المدارس لجميع المراحل كما في العنوان حتى اطيل عليكم طلابي الاعزاء ابناء الصف البحث و موضوع تعبير عن القراءة جديد وقصير ومختصر , موضوع تعببير و بحث عن القراءة وفوائدها واهميتها SnipeR (12).gif
»  ستيفن البطل - العقيق والاحجار الكريمة
»  فوائد ذكر الله تعالى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار الجيريا :: الأقسام العامة :: القسم الإسلامي-
انتقل الى:  

IP


الساعة الأن بتوقيت (جرينتش +3)


Powered by AhlaMontada™ Version phpBB2
Copyright © 2015 Star-Dz , Inc. All rights reserved.