رَوْضَةُ الأَنْوَارِ فِي سِيرَة النَبِي المُخْتَار
** صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلِم **
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :-
اليوم سأتحدث عن خير البشرية ورسولنا الحبيب المختار محمد }عليه أفضل الصلاة وأتم
التسليم{ ..
أولا : النسب الشريف :-
هو أكرم خلق الله وأفضل رسله, وخاتم أنبيائه
وإسمه بالكامل هو:-
} محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد
مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن الضر بن
كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان { .
وعدنان من زرية إسماعيل بن إبراهيم } عليهما السلام {.
أما أمه } رضي الله عنها { فهي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب, وكلاب هو الجد الخامس
للنبي } صلى الله عليه وسلم { من جهة أبيه , فأبوه وأمه من أصل واحد, يجتمعان
في كلاب , وإسمه حكيم . وقيل : عروة , لكنه كثير الصيد بالكلاب فعرف بها..
ثانيا : قبيلته :-
وقبيلته {صلى الله عليه وسلم} هي قبيلة قريش المشهود لها بالشرف ،
ورفعة الشأن والمجد الأصيل ، وقاسة المكان بين سائر العربوهو لقب فهر بن مالك أو
النضر بن كنانة .
وكل من رجالات هذه القبيلة كانوا سادات وأشرافاً في زمانهم ، وقد
امتاز منهم قصي -واسمه زيد- بعدة ميزات ، فهو أول من تولى الكعبة من قريش ، فكانت
إليه حجابها وسدانتها ، أي كان بيده مفتاح الكعبة يفتحها لمن شاء ومتى شاء ، وهو
الذي أنزل قريشاً ببطن مكة ، وأسكنهم في داخلها ، وكانوا قبل ذلك في ضواحيها
وأطرافها ، متفرقين بين قبائل أخرى ، وهو الذي أنشأ السقاية والرفادة ، والسقاية :
ماء عذب من نبيذ التمر أو العسل أو الزبيب ونحوه ، كان يعده في حياض من الأديم
يشربه الحجاج .
والرفادة : طعام كان يصنع لهم في الموسم . وقد بنى قصي بيتاً بشمالي
الكعبة ، وعرف بدار الندوة ، وهي دار شورى قريش ، ومركز تحركاتهم الاجتماعية ،
فكان لا يعقد نكاح ولا يتم أمراً إلا في هذه الدار ، وكان بيده الولاء والقيادة ،
فلا تعقد راية حرب إلا بيده ، وكان كريماً وافر العقل ، صاحب كلمة نافذة في قومه.
ثالثاً : أسرته:-
أما أسرته {صلى الله عليه وسلم} فتعرف بالأسرة الهاشمية ، نسبة إلى
جده الثاني هاشم ، وقد ورث هاشم من منصاب قصي : الساقية والرفادة ، ثم ورثها أخوه
المطلب ، ثم أولاد هاشم إلى أن جاء الإسلام وهم على ذلك ، وكان هاشم أعظم أهل
زمانه ، كان يهشم الخبز ، أي يفتته في اللحم ، فيجعله ثريداً ثم يتركه يأكل الناس
فلقب بهاشم وأسمه عمرو. وهو الذي سن الرحلتين : رحلة الشتاء إلى اليمن ، ورحلة
الصيف إلى الشام ، وكان يعرف بسيد البطحاء.
ومن حديثه : أنه مر بيثرب ، وهو في طريق تجارته إلى الشام ، فتزوج
سلمى بنت عمرو من بني عدي بن النجار ، وأقام عندها فترة ، ثم مضى إلى الشام وهي
حامل ، فمات بغزة من أرض فلسطين ، وولدت سلمى ابناً بالمدينة سمته : شيبة ، لشيب
في رأسه ، ونشأ هذا الطفل بين أخواله في المدينة ولم يعلم به أعمامه بمكة حتى بلغ
نحو سبع سنوات أو ثماني ، ثم علم به عمه المطلب ، فذهب به إلى مكة ، فلما رآه
الناس ظنوه عبده فقالوا : عبد المطلب ، فاشتهر بذلك .
وكان عبد المطلب أوسم الناس ، وأجملهم ، وأعظمهم قدراً . وقد شرف في
زمانه شرفاً لم يبلغه أحد ، كان سيد قريش وصاحب عير مكة ، شريفاً مطاعاً جواداً
يسمى بالفياض لسخائه.
الرئيسية 
